الم
ذَلِکَ الکِتَابُ لاَ رَیبَ فِیهِ هُدًی لِّلمُتَّقِینَ
الَّذِینَ یُؤمِنُونَ بِالغَیبِ وَیُقِیمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقنَاهُم یُنفِقُونَ
والَّذِینَ یُؤمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَیکَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبلِکَ وَبِالآخِرَةِ هُم یُوقِنُونَ
أُولَـئِکَ عَلَی هُدًی مِّن رَّبِّهِم وَأُولَـئِکَ هُمُ المُفلِحُونَ
إِنَّ الَّذِینَ کَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَیهِم أَأَنذَرتَهُم أَم لَم تُنذِرهُم لاَ یُؤمِنُونَ
خَتَمَ اللّهُ عَلَی قُلُوبِهم وَعَلَی سَمعِهِم وَعَلَی أَبصَارِهِم غِشَاوَةٌ وَلَهُم عَذَابٌ عظِیمٌ
وَمِنَ النَّاسِ مَن یَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالیَومِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤمِنِینَ
یُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِینَ آمَنُوا وَمَا یَخدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا یَشعُرُونَ
فِی قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِیمٌ بِمَا کَانُوا یَکذِبُونَ
وَإِذَا قِیلَ لَهُم لاَ تُفسِدُوا فِی الأَرضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحنُ مُصلِحُونَ
أَلا إِنَّهُم هُمُ المُفسِدُونَ وَلَـکِن لاَّ یَشعُرُونَ
وَإِذَا قِیلَ لَهُم آمِنُوا کَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤمِنُ کَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُم هُمُ السُّفَهَاء وَلَـکِن لاَّ یَعلَمُونَ
وَإِذَا لَقُوا الَّذِینَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوا إِلَی شَیَاطِینِهِم قَالُوا إِنَّا مَعَکم إِنَّمَا نَحنُ مُستَهزِؤُونَ
اللّهُ یَستَهزِیءُ بِهِم وَیَمُدُّهُم فِی طُغیَانِهِم یَعمَهُونَ
أُولَـئِکَ الَّذِینَ اشتَرَوُا الضَّلاَلَةَ بِالهُدَی فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُم وَمَا کَانُوا مُهتَدِینَ
مَثَلُهُم کَمَثَلِ الَّذِی استَوقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءت مَا حَولَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِم وَتَرَکَهُم فِی ظُلُمَاتٍ لاَّ یُبصِرُونَ
صُمٌّ بُکمٌ عُمیٌ فَهُم لاَ یَرجِعُونَ
أَو کَصَیِّبٍ مِّنَ السَّمَاء فِیهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعدٌ وَبَرقٌ یَجعَلُونَ أَصابِعَهُم فِی آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ المَوتِ واللّهُ مُحِیطٌ بِالکافِرِینَ
یَکَادُ البَرقُ یَخطَفُ أَبصَارَهُم کُلَّمَا أَضَاء لَهُم مَّشَوا فِیهِ وَإِذَا أَظلَمَ عَلَیهِم قَامُوا وَلَو شَاء اللّهُ لَذَهَبَ بِسَمعِهِم وَأَبصَارِهِم إِنَّ اللَّه عَلَی کُلِّ شَیءٍ قَدِیرٌ
یَا أَیُّهَا النَّاسُ اعبُدُوا رَبَّکُمُ الَّذِی خَلَقَکُم وَالَّذِینَ مِن قَبلِکُم لَعَلَّکُم تَتَّقُونَ
الَّذِی جَعَلَ لَکُمُ الأَرضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزقاً لَّکُم فَلاَ تَجعَلُوا لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُم تَعلَمُونَ
وَإِن کُنتُم فِی رَیبٍ مِّمَّا نَزَّلنَا عَلَی عَبدِنَا فَأتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثلِهِ وَادعُوا شُهَدَاءکُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن کُنتُم صَادِقِینَ
فَإِن لَّم تَفعَلُوا وَلَن تَفعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِی وَقُودُهَا النَّاسُ وَالحِجَارَةُ أُعِدَّت لِلکَافِرِینَ
وَبَشِّرِ الَّذِین آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُم جَنَّاتٍ تَجرِی مِن تَحتِهَا الأَنهَارُ کُلَّمَا رُزِقُوا مِنهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزقاً قَالُوا هَـذَا الَّذِی رُزِقنَا مِن قَبلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُم فِیهَا أَزوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُم فِیهَا خَالِدُونَ
إِنَّ اللَّهَ لاَ یَستَحیِی أَن یَضرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوقَهَا فَأَمَّا الَّذِینَ آمَنُوا فَیَعلَمُونَ أَنَّهُ الحَقُّ مِن رَّبِّهِم وَأَمَّا الَّذِینَ کَفَرُوا فَیَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَـذَا مَثَلاً یُضِلُّ بِهِ کَثِیراً وَیَهدِی بِهِ کَثِیراً وَمَا یُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الفَاسِقِینَ
الَّذِینَ یَنقُضُونَ عَهدَ اللَّهِ مِن بَعدِ مِیثَاقِهِ وَیَقطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن یُوصَلَ وَیُفسِدُونَ فِی الأَرضِ أُولَـئِکَ هُمُ الخَاسِرُونَ
کَیفَ تَکفُرُونَ بِاللَّهِ وَکُنتُم أَموَاتاً فَأَحیَاکُم ثُمَّ یُمِیتُکُم ثُمَّ یُحیِیکُم ثُمَّ إِلَیهِ تُرجَعُونَ
هُوَ الَّذِی خَلَقَ لَکُم مَّا فِی الأَرضِ جَمِیعاً ثُمَّ استَوَی إِلَی السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِکُلِّ شَیءٍ عَلِیمٌ
وَإِذ قَالَ رَبُّکَ لِلمَلاَئِکَةِ إِنِّی جَاعِلٌ فِی الأَرضِ خَلِیفَةً قَالُوا أَتَجعَلُ فِیهَا مَن یُفسِدُ فِیهَا وَیَسفِکُ الدِّمَاء وَنَحنُ نُسَبِّحُ بِحَمدِکَ وَنُقَدِّسُ لَکَ قَالَ إِنِّی أَعلَمُ مَا لاَ تَعلَمُونَ
وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسمَاء کُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُم عَلَی المَلاَئِکَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِی بِأَسمَاء هَـؤُلاء إِن کُنتُم صَادِقِینَ
قَالُوا سُبحَانَکَ لاَ عِلمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمتَنَا إِنَّکَ أَنتَ العَلِیمُ الحَکِیمُ
قَالَ یَا آدَمُ أَنبِئهُم بِأَسمَآئِهِم فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسمَآئِهِم قَالَ أَلَم أَقُل لَّکُم إِنِّی أَعلَمُ غَیبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضِ وَأَعلَمُ مَا تُبدُونَ وَمَا کُنتُم تَکتُمُونَ
وَإِذ قُلنَا لِلمَلاَئِکَةِ اسجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبلِیسَ أَبَی وَاستَکبَرَ وَکَانَ مِنَ الکَافِرِینَ
وَقُلنَا یَا آدَمُ اسکُن أَنتَ وَزَوجُکَ الجَنَّةَ وَکُلاَ مِنهَا رَغَداً حَیثُ شِئتُمَا وَلاَ تَقرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَکُونَا مِنَ الظَّالِمِینَ
فَأَزَلَّهُمَا الشَّیطَانُ عَنهَا فَأَخرَجَهُمَا مِمَّا کَانَا فِیهِ وَقُلنَا اهبِطُوا بَعضُکُم لِبَعضٍ عَدُوٌّ وَلَکُم فِی الأَرضِ مُستَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَی حِینٍ
فَتَلَقَّی آدَمُ مِن رَّبِّهِ کَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَیهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِیمُ
قُلنَا اهبِطُوا مِنهَا جَمِیعاً فَإِمَّا یَأتِیَنَّکُم مِّنِّی هُدًی فَمَن تَبِعَ هُدَایَ فَلاَ خَوفٌ عَلَیهِم وَلاَ هُم یَحزَنُونَ
وَالَّذِینَ کَفَروا وَکَذَّبُوا بِآیَاتِنَا أُولَـئِکَ أَصحَابُ النَّارِ هُم فِیهَا خَالِدُونَ
یَا بَنِی إِسرَائِیلَ اذکُرُوا نِعمَتِیَ الَّتِی أَنعَمتُ عَلَیکُم وَأَوفُوا بِعَهدِی أُوفِ بِعَهدِکُم وَإِیَّایَ فَارهَبُونِ
وَآمِنُوا بِمَا أَنزَلتُ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَکُم وَلاَ تَکُونُوا أَوَّلَ کَافِرٍ بِهِ وَلاَ تَشتَرُوا بِآیَاتِی ثَمَناً قَلِیلاً وَإِیَّایَ فَاتَّقُونِ
وَلاَ تَلبِسُوا الحَقَّ بِالبَاطِلِ وَتَکتُمُوا الحَقَّ وَأَنتُم تَعلَمُونَ
وَأَقِیمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّکَاةَ وَارکَعُوا مَعَ الرَّاکِعِینَ
أَتَأمُرُونَ النَّاسَ بِالبِرِّ وَتَنسَونَ أَنفُسَکُم وَأَنتُم تَتلُونَ الکِتَابَ أَفَلاَ تَعقِلُونَ
وَاستَعِینُوا بِالصَّبرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَکَبِیرَةٌ إِلاَّ عَلَی الخَاشِعِینَ
الَّذِینَ یَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو رَبِّهِم وَأَنَّهُم إِلَیهِ رَاجِعُونَ
یَا بَنِی إِسرَائِیلَ اذکُرُوا نِعمَتِیَ الَّتِی أَنعَمتُ عَلَیکُم وَأَنِّی فَضَّلتُکُم عَلَی العَالَمِینَ
وَاتَّقُوا یَوماً لاَّ تَجزِی نَفسٌ عَن نَّفسٍ شَیئاً وَلاَ یُقبَلُ مِنهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ یُؤخَذُ مِنهَا عَدلٌ وَلاَ هُم یُنصَرُونَ
وَإِذ نَجَّینَاکُم مِّن آلِ فِرعَونَ یَسُومُونَکُم سُوَءَ العَذَابِ یُذَبِّحُونَ أَبنَاءکُم وَیَستَحیُونَ نِسَاءکُم وَفِی ذَلِکُم بَلاء مِّن رَّبِّکُم عَظِیمٌ
وَإِذ فَرَقنَا بِکُمُ البَحرَ فَأَنجَینَاکُم وَأَغرَقنَا آلَ فِرعَونَ وَأَنتُم تَنظُرُونَ
وَإِذ وَاعَدنَا مُوسَی أَربَعِینَ لَیلَةً ثُمَّ اتَّخَذتُمُ العِجلَ مِن بَعدِهِ وَأَنتُم ظَالِمُونَ
ثُمَّ عَفَونَا عَنکُمِ مِّن بَعدِ ذَلِکَ لَعَلَّکُم تَشکُرُونَ
وَإِذ آتَینَا مُوسَی الکِتَابَ وَالفُرقَانَ لَعَلَّکُم تَهتَدُونَ
وَإِذ قَالَ مُوسَی لِقَومِهِ یَا قَومِ إِنَّکُم ظَلَمتُم أَنفُسَکُم بِاتِّخَاذِکُمُ العِجلَ فَتُوبُوا إِلَی بَارِئِکُم فَاقتُلُوا أَنفُسَکُم ذَلِکُم خَیرٌ لَّکُم عِندَ بَارِئِکُم فَتَابَ عَلَیکُم إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِیمُ
وَإِذ قُلتُم یَا مُوسَی لَن نُّؤمِنَ لَکَ حَتَّی نَرَی اللَّهَ جَهرَةً فَأَخَذَتکُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُم تَنظُرُونَ
ثُمَّ بَعَثنَاکُم مِّن بَعدِ مَوتِکُم لَعَلَّکُم تَشکُرُونَ
وَظَلَّلنَا عَلَیکُمُ الغَمَامَ وَأَنزَلنَا عَلَیکُمُ المَنَّ وَالسَّلوَی کُلُوا مِن طَیِّبَاتِ مَا رَزَقنَاکُم وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـکِن کَانُوا أَنفُسَهُم یَظلِمُونَ
وَإِذ قُلنَا ادخُلُوا هَـذِهِ القَریَةَ فَکُلُوا مِنهَا حَیثُ شِئتُم رَغَداً وَادخُلُوا البَابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ نَّغفِر لَکُم خَطَایَاکُم وَسَنَزِیدُ المُحسِنِینَ
فَبَدَّلَ الَّذِینَ ظَلَمُوا قَولاً غَیرَ الَّذِی قِیلَ لَهُم فَأَنزَلنَا عَلَی الَّذِینَ ظَلَمُوا رِجزاً مِّنَ السَّمَاء بِمَا کَانُوا یَفسُقُونَ
وَإِذِ استَسقَی مُوسَی لِقَومِهِ فَقُلنَا اضرِب بِّعَصَاکَ الحَجَرَ فَانفَجَرَت مِنهُ اثنَتَا عَشرَةَ عَیناً قَد عَلِمَ کُلُّ أُنَاسٍ مَّشرَبَهُم کُلُوا وَاشرَبُوا مِن رِّزقِ اللَّهِ وَلاَ تَعثَوا فِی الأَرضِ مُفسِدِینَ
وَإِذ قُلتُم یَا مُوسَی لَن نَّصبِرَ عَلَیَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادعُ لَنَا رَبَّکَ یُخرِج لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرضُ مِن بَقلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَستَبدِلُونَ الَّذِی هُوَ أَدنَی بِالَّذِی هُوَ خَیرٌ اهبِطُوا مِصراً فَإِنَّ لَکُم مَّا سَأَلتُم وَضُرِبَت عَلَیهِمُ الذِّلَّةُ وَالمَسکَنَةُ وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِکَ بِأَنَّهُم کَانُوا یَکفُرُونَ بِآیَاتِ اللَّهِ وَیَقتُلُونَ النَّبِیِّینَ بِغَیرِ الحَقِّ ذَلِکَ بِمَا عَصَوا وَّکَانُوا یَعتَدُونَ
إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَالَّذِینَ هَادُوا وَالنَّصَارَی وَالصَّابِئِینَ مَن آمَنَ بِاللَّهِ وَالیَومِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُم أَجرُهُم عِندَ رَبِّهِم وَلاَ خَوفٌ عَلَیهِم وَلاَ هُم یَحزَنُونَ
وَإِذ أَخَذنَا مِیثَاقَکُم وَرَفَعنَا فَوقَکُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَینَاکُم بِقُوَّةٍ وَاذکُرُوا مَا فِیهِ لَعَلَّکُم تَتَّقُونَ
ثُمَّ تَوَلَّیتُم مِّن بَعدِ ذَلِکَ فَلَولاَ فَضلُ اللَّهِ عَلَیکُم وَرَحمَتُهُ لَکُنتُم مِّنَ الخَاسِرِینَ
وَلَقَد عَلِمتُمُ الَّذِینَ اعتَدَوا مِنکُم فِی السَّبتِ فَقُلنَا لَهُم کُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِینَ
فَجَعَلنَاهَا نَکَالاً لِّمَا بَینَ یَدَیهَا وَمَا خَلفَهَا وَمَوعِظَةً لِّلمُتَّقِینَ
وَإِذ قَالَ مُوسَی لِقَومِهِ إِنَّ اللّهَ یَأمُرُکُم أَن تَذبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللّهِ أَن أَکُونَ مِنَ الجَاهِلِینَ
قَالُوا ادعُ لَنَا رَبَّکَ یُبَیِّن لّنَا مَا هِیَ قَالَ إِنَّهُ یَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِکرٌ عَوَانٌ بَینَ ذَلِکَ فَافعَلُوا مَا تُؤمَرونَ
قَالُوا ادعُ لَنَا رَبَّکَ یُبَیِّن لَّنَا مَا لَونُهَا قَالَ إِنَّهُ یَقُولُ إِنّهَا بَقَرَةٌ صَفرَاء فَاقِـعٌ لَّونُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِینَ
قَالُوا ادعُ لَنَا رَبَّکَ یُبَیِّن لَّنَا مَا هِیَ إِنَّ البَقَرَ تَشَابَهَ عَلَینَا وَإِنَّآ إِن شَاء اللَّهُ لَمُهتَدُونَ
قَالَ إِنَّهُ یَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِیرُ الأَرضَ وَلاَ تَسقِی الحَرثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِیَةَ فِیهَا قَالُوا الآنَ جِئتَ بِالحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا کَادُوا یَفعَلُونَ
وَإِذ قَتَلتُم نَفساً فَادَّارَأتُم فِیهَا وَاللّهُ مُخرِجٌ مَّا کُنتُم تَکتُمُونَ
فَقُلنَا اضرِبُوهُ بِبَعضِهَا کَذَلِکَ یُحیِی اللّهُ المَوتَی وَیُرِیکُم آیَاتِهِ لَعَلَّکُم تَعقِلُونَ
ثُمَّ قَسَت قُلُوبُکُم مِّن بَعدِ ذَلِکَ فَهِیَ کَالحِجَارَةِ أَو أَشَدُّ قَسوَةً وَإِنَّ مِنَ الحِجَارَةِ لَمَا یَتَفَجَّرُ مِنهُ الأَنهَارُ وَإِنَّ مِنهَا لَمَا یَشَّقَّقُ فَیَخرُجُ مِنهُ المَاء وَإِنَّ مِنهَا لَمَا یَهبِطُ مِن خَشیَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعمَلُونَ
أَفَتَطمَعُونَ أَن یُؤمِنُوا لَکُم وَقَد کَانَ فَرِیقٌ مِّنهُم یَسمَعُونَ کَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ یُحَرِّفُونَهُ مِن بَعدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُم یَعلَمُونَ
وَإِذَا لَقُوا الَّذِینَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلاَ بَعضُهُم إِلَیَ بَعضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللّهُ عَلَیکُم لِیُحَآجُّوکُم بِهِ عِندَ رَبِّکُم أَفَلاَ تَعقِلُونَ
أَوَلاَ یَعلَمُونَ أَنَّ اللّهَ یَعلَمُ مَا یُسِرُّونَ وَمَا یُعلِنُونَ
وَمِنهُم أُمِّیُّونَ لاَ یَعلَمُونَ الکِتَابَ إِلاَّ أَمَانِیَّ وَإِن هُم إِلاَّ یَظُنُّونَ
فَوَیلٌ لِّلَّذِینَ یَکتُبُونَ الکِتَابَ بِأَیدِیهِم ثُمَّ یَقُولُونَ هَـذَا مِن عِندِ اللّهِ لِیَشتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِیلاً فَوَیلٌ لَّهُم مِّمَّا کَتَبَت أَیدِیهِم وَوَیلٌ لَّهُم مِّمَّا یَکسِبُونَ
وَقَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَیَّاماً مَّعدُودَةً قُل أَتَّخَذتُم عِندَ اللّهِ عَهدًا فَلَن یُخلِفَ اللّهُ عَهدَهُ أَم تَقُولُونَ عَلَی اللّهِ مَا لاَ تَعلَمُونَ
بَلَی مَن کَسَبَ سَیِّئَةً وَأَحَاطَت بِهِ خَطِیـئَتُهُ فَأُولَـئِکَ أَصحَابُ النَّارِ هُم فِیهَا خَالِدُونَ
وَالَّذِینَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَـئِکَ أَصحَابُ الجَنَّةِ هُم فِیهَا خَالِدُونَ
وَإِذ أَخَذنَا مِیثَاقَ بَنِی إِسرَائِیلَ لاَ تَعبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالوَالِدَینِ إِحسَاناً وَذِی القُربَی وَالیَتَامَی وَالمَسَاکِینِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسناً وَأَقِیمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّکَاةَ ثُمَّ تَوَلَّیتُم إِلاَّ قَلِیلاً مِّنکُم وَأَنتُم مِّعرِضُونَ
وَإِذ أَخَذنَا مِیثَاقَکُم لاَ تَسفِکُونَ دِمَاءکُم وَلاَ تُخرِجُونَ أَنفُسَکُم مِّن دِیَارِکُم ثُمَّ أَقرَرتُم وَأَنتُم تَشهَدُونَ
ثُمَّ أَنتُم هَـؤُلاء تَقتُلُونَ أَنفُسَکُم وَتُخرِجُونَ فَرِیقاً مِّنکُم مِّن دِیَارِهِم تَظَاهَرُونَ عَلَیهِم بِالإِثمِ وَالعُدوَانِ وَإِن یَأتُوکُم أُسَارَی تُفَادُوهُم وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَیکُم إِخرَاجُهُم أَفَتُؤمِنُونَ بِبَعضِ الکِتَابِ وَتَکفُرُونَ بِبَعضٍ فَمَا جَزَاء مَن یَفعَلُ ذَلِکَ مِنکُم إِلاَّ خِزیٌ فِی الحَیَاةِ الدُّنیَا وَیَومَ القِیَامَةِ یُرَدُّونَ إِلَی أَشَدِّ العَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعمَلُونَ
أُولَـئِکَ الَّذِینَ اشتَرَوُا الحَیَاةَ الدُّنیَا بِالآَخِرَةِ فَلاَ یُخَفَّفُ عَنهُمُ العَذَابُ وَلاَ هُم یُنصَرُونَ
وَلَقَد آتَینَا مُوسَی الکِتَابَ وَقَفَّینَا مِن بَعدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَینَا عِیسَی ابنَ مَریَمَ البَیِّنَاتِ وَأَیَّدنَاهُ بِرُوحِ القُدُسِ أَفَکُلَّمَا جَاءکُم رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهوَی أَنفُسُکُمُ استَکبَرتُم فَفَرِیقاً کَذَّبتُم وَفَرِیقاً تَقتُلُونَ
وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلفٌ بَل لَّعَنَهُمُ اللَّه بِکُفرِهِم فَقَلِیلاً مَّا یُؤمِنُونَ
وَلَمَّا جَاءهُم کِتَابٌ مِّن عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُم وَکَانُوا مِن قَبلُ یَستَفتِحُونَ عَلَی الَّذِینَ کَفَرُوا فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُوا کَفَرُوا بِهِ فَلَعنَةُ اللَّه عَلَی الکَافِرِینَ
بِئسَمَا اشتَرَوا بِهِ أَنفُسَهُم أَن یَکفُرُوا بِمَا أنَزَلَ اللّهُ بَغیاً أَن یُنَزِّلُ اللّهُ مِن فَضلِهِ عَلَی مَن یَشَاء مِن عِبَادِهِ فَبَآؤُوا بِغَضَبٍ عَلَی غَضَبٍ وَلِلکَافِرِینَ عَذَابٌ مُّهِینٌ
وَإِذَا قِیلَ لَهُم آمِنُوا بِمَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُوا نُؤمِنُ بِمَآ أُنزِلَ عَلَینَا وَیَکفُرونَ بِمَا وَرَاءهُ وَهُوَ الحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَهُم قُل فَلِمَ تَقتُلُونَ أَنبِیَاء اللّهِ مِن قَبلُ إِن کُنتُم مُّؤمِنِینَ
وَلَقَد جَاءکُم مُّوسَی بِالبَیِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذتُمُ العِجلَ مِن بَعدِهِ وَأَنتُم ظَالِمُونَ
وَإِذ أَخَذنَا مِیثَاقَکُم وَرَفَعنَا فَوقَکُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَینَاکُم بِقُوَّةٍ وَاسمَعُوا قَالُوا سَمِعنَا وَعَصَینَا وَأُشرِبُوا فِی قُلُوبِهِمُ العِجلَ بِکُفرِهِم قُل بِئسَمَا یَأمُرُکُم بِهِ إِیمَانُکُم إِن کُنتُم مُّؤمِنِینَ
قُل إِن کَانَت لَکُمُ الدَّارُ الآَخِرَةُ عِندَ اللّهِ خَالِصَةً مِّن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا المَوتَ إِن کُنتُم صَادِقِینَ
وَلَن یَتَمَنَّوهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَت أَیدِیهِم وَاللّهُ عَلِیمٌ بِالظَّالِمینَ
وَلَتَجِدَنَّهُم أَحرَصَ النَّاسِ عَلَی حَیَاةٍ وَمِنَ الَّذِینَ أَشرَکُوا یَوَدُّ أَحَدُهُم لَو یُعَمَّرُ أَلفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحزِحِهِ مِنَ العَذَابِ أَن یُعَمَّرَ وَاللّهُ بَصِیرٌ بِمَا یَعمَلُونَ
قُل مَن کَانَ عَدُوًّا لِّجِبرِیلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَی قَلبِکَ بِإِذنِ اللّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَینَ یَدَیهِ وَهُدًی وَبُشرَی لِلمُؤمِنِینَ
مَن کَانَ عَدُوًّا لِّلّهِ وَمَلآئِکَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبرِیلَ وَمِیکَالَ فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلکَافِرِینَ
وَلَقَد أَنزَلنَآ إِلَیکَ آیَاتٍ بَیِّنَاتٍ وَمَا یَکفُرُ بِهَا إِلاَّ الفَاسِقُونَ
أَوَکُلَّمَا عَاهَدُوا عَهداً نَّبَذَهُ فَرِیقٌ مِّنهُم بَل أَکثَرُهُم لاَ یُؤمِنُونَ
وَلَمَّا جَاءهُم رَسُولٌ مِّن عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُم نَبَذَ فَرِیقٌ مِّنَ الَّذِینَ أُوتُوا الکِتَابَ کِتَابَ اللّهِ وَرَاء ظُهُورِهِم کَأَنَّهُم لاَ یَعلَمُونَ
وَاتَّبَعُوا مَا تَتلُوا الشَّیَاطِینُ عَلَی مُلکِ سُلَیمَانَ وَمَا کَفَرَ سُلَیمَانُ وَلَـکِنَّ الشَّیاطِینَ کَفَرُوا یُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَی المَلَکَینِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا یُعَلِّمَانِ مِن أَحَدٍ حَتَّی یَقُولاَ إِنَّمَا نَحنُ فِتنَةٌ فَلاَ تَکفُر فَیَتَعَلَّمُونَ مِنهُمَا مَا یُفَرِّقُونَ بِهِ بَینَ المَرءِ وَزَوجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّینَ بِهِ مِن أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذنِ اللّهِ وَیَتَعَلَّمُونَ مَا یَضُرُّهُم وَلاَ یَنفَعُهُم وَلَقَد عَلِمُوا لَمَنِ اشتَرَاهُ مَا لَهُ فِی الآخِرَةِ مِن خَلاَقٍ وَلَبِئسَ مَا شَرَوا بِهِ أَنفُسَهُم لَو کَانُوا یَعلَمُونَ
وَلَو أَنَّهُم آمَنُوا واتَّقَوا لَمَثُوبَةٌ مِّن عِندِ اللَّه خَیرٌ لَّو کَانُوا یَعلَمُونَ
یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لاَ تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرنَا وَاسمَعُوا وَلِلکَافِرِینَ عَذَابٌ أَلِیمٌ
مَّا یَوَدُّ الَّذِینَ کَفَرُوا مِن أَهلِ الکِتَابِ وَلاَ المُشرِکِینَ أَن یُنَزَّلَ عَلَیکُم مِّن خَیرٍ مِّن رَّبِّکُم وَاللّهُ یَختَصُّ بِرَحمَتِهِ مَن یَشَاء وَاللّهُ ذُو الفَضلِ العَظِیمِ
مَا نَنسَخ مِن آیَةٍ أَو نُنسِهَا نَأتِ بِخَیرٍ مِّنهَا أَو مِثلِهَا أَلَم تَعلَم أَنَّ اللّهَ عَلَیَ کُلِّ شَیءٍ قَدِیرٌ
أَلَم تَعلَم أَنَّ اللّهَ لَهُ مُلکُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضِ وَمَا لَکُم مِّن دُونِ اللّهِ مِن وَلِیٍّ وَلاَ نَصِیرٍ
أَم تُرِیدُونَ أَن تَسأَلُوا رَسُولَکُم کَمَا سُئِلَ مُوسَی مِن قَبلُ وَمَن یَتَبَدَّلِ الکُفرَ بِالإِیمَانِ فَقَد ضَلَّ سَوَاء السَّبِیلِ
وَدَّ کَثِیرٌ مِّن أَهلِ الکِتَابِ لَو یَرُدُّونَکُم مِّن بَعدِ إِیمَانِکُم کُفَّاراً حَسَدًا مِّن عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعدِ مَا تَبَیَّنَ لَهُمُ الحَقُّ فَاعفُوا وَاصفَحُوا حَتَّی یَأتِیَ اللّهُ بِأَمرِهِ إِنَّ اللّهَ عَلَی کُلِّ شَیءٍ قَدِیرٌ
وَأَقِیمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّکَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنفُسِکُم مِّن خَیرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعمَلُونَ بَصِیرٌ
وَقَالُوا لَن یَدخُلَ الجَنَّةَ إِلاَّ مَن کَانَ هُوداً أَو نَصَارَی تِلکَ أَمَانِیُّهُم قُل هَاتُوا بُرهَانَکُم إِن کُنتُم صَادِقِینَ
بَلَی مَن أَسلَمَ وَجهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحسِنٌ فَلَهُ أَجرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوفٌ عَلَیهِم وَلاَ هُم یَحزَنُونَ
وَقَالَتِ الیَهُودُ لَیسَتِ النَّصَارَی عَلَیَ شَیءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَی لَیسَتِ الیَهُودُ عَلَی شَیءٍ وَهُم یَتلُونَ الکِتَابَ کَذَلِکَ قَالَ الَّذِینَ لاَ یَعلَمُونَ مِثلَ قَولِهِم فَاللّهُ یَحکُمُ بَینَهُم یَومَ القِیَامَةِ فِیمَا کَانُوا فِیهِ یَختَلِفُونَ
وَمَن أَظلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن یُذکَرَ فِیهَا اسمُهُ وَسَعَی فِی خَرَابِهَا أُولَـئِکَ مَا کَانَ لَهُم أَن یَدخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِینَ لهُم فِی الدُّنیَا خِزیٌ وَلَهُم فِی الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِیمٌ
وَلِلّهِ المَشرِقُ وَالمَغرِبُ فَأَینَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجهُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ وَاسِعٌ عَلِیمٌ
وَقَالُوا اتَّخَذَ اللّهُ وَلَدًا سُبحَانَهُ بَل لَّهُ مَا فِی السَّمَاوَاتِ وَالأَرضِ کُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ
بَدِیعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضِ وَإِذَا قَضَی أَمراً فَإِنَّمَا یَقُولُ لَهُ کُن فَیَکُونُ
وَقَالَ الَّذِینَ لاَ یَعلَمُونَ لَولاَ یُکَلِّمُنَا اللّهُ أَو تَأتِینَا آیَةٌ کَذَلِکَ قَالَ الَّذِینَ مِن قَبلِهِم مِّثلَ قَولِهِم تَشَابَهَت قُلُوبُهُم قَد بَیَّنَّا الآیَاتِ لِقَومٍ یُوقِنُونَ
إِنَّا أَرسَلنَاکَ بِالحَقِّ بَشِیرًا وَنَذِیرًا وَلاَ تُسأَلُ عَن أَصحَابِ الجَحِیمِ
وَلَن تَرضَی عَنکَ الیَهُودُ وَلاَ النَّصَارَی حَتَّی تَتَّبِعَ مِلَّتَهُم قُل إِنَّ هُدَی اللّهِ هُوَ الهُدَی وَلَئِنِ اتَّبَعتَ أَهوَاءهُم بَعدَ الَّذِی جَاءکَ مِنَ العِلمِ مَا لَکَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِیٍّ وَلاَ نَصِیرٍ
الَّذِینَ آتَینَاهُمُ الکِتَابَ یَتلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُولَـئِکَ یُؤمِنُونَ بِهِ وَمن یَکفُر بِهِ فَأُولَـئِکَ هُمُ الخَاسِرُونَ
یَا بَنِی إِسرَائِیلَ اذکُرُوا نِعمَتِیَ الَّتِی أَنعَمتُ عَلَیکُم وَأَنِّی فَضَّلتُکُم عَلَی العَالَمِینَ
وَاتَّقُوا یَوماً لاَّ تَجزِی نَفسٌ عَن نَّفسٍ شَیئاً وَلاَ یُقبَلُ مِنهَا عَدلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُم یُنصَرُونَ
وَإِذِ ابتَلَی إِبرَاهِیمَ رَبُّهُ بِکَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّی جَاعِلُکَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّیَّتِی قَالَ لاَ یَنَالُ عَهدِی الظَّالِمِینَ
وَإِذ جَعَلنَا البَیتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمناً وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبرَاهِیمَ مُصَلًّی وَعَهِدنَا إِلَی إِبرَاهِیمَ وَإِسمَاعِیلَ أَن طَهِّرَا بَیتِیَ لِلطَّائِفِینَ وَالعَاکِفِینَ وَالرُّکَّعِ السُّجُودِ
وَإِذ قَالَ إِبرَاهِیمُ رَبِّ اجعَل هَـَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارزُق أَهلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَن آمَنَ مِنهُم بِاللّهِ وَالیَومِ الآخِرِ قَالَ وَمَن کَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِیلاً ثُمَّ أَضطَرُّهُ إِلَی عَذَابِ النَّارِ وَبِئسَ المَصِیرُ
وَإِذ یَرفَعُ إِبرَاهِیمُ القَوَاعِدَ مِنَ البَیتِ وَإِسمَاعِیلُ رَبَّنَا تَقَبَّل مِنَّا إِنَّکَ أَنتَ السَّمِیعُ العَلِیمُ
رَبَّنَا وَاجعَلنَا مُسلِمَینِ لَکَ وَمِن ذُرِّیَّتِنَا أُمَّةً مُّسلِمَةً لَّکَ وَأَرِنَا مَنَاسِکَنَا وَتُب عَلَینَآ إِنَّکَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِیمُ
رَبَّنَا وَابعَث فِیهِم رَسُولاً مِّنهُم یَتلُو عَلَیهِم آیَاتِکَ وَیُعَلِّمُهُمُ الکِتَابَ وَالحِکمَةَ وَیُزَکِّیهِم إِنَّکَ أَنتَ العَزِیزُ الحَکِیمُ
وَمَن یَرغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبرَاهِیمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفسَهُ وَلَقَدِ اصطَفَینَاهُ فِی الدُّنیَا وَإِنَّهُ فِی الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِینَ
إِذ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسلِم قَالَ أَسلَمتُ لِرَبِّ العَالَمِینَ
وَوَصَّی بِهَا إِبرَاهِیمُ بَنِیهِ وَیَعقُوبُ یَا بَنِیَّ إِنَّ اللّهَ اصطَفَی لَکُمُ الدِّینَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسلِمُونَ
أَم کُنتُم شُهَدَاء إِذ حَضَرَ یَعقُوبَ المَوتُ إِذ قَالَ لِبَنِیهِ مَا تَعبُدُونَ مِن بَعدِی قَالُوا نَعبُدُ إِلَـهَکَ وَإِلَـهَ آبَائِکَ إِبرَاهِیمَ وَإِسمَاعِیلَ وَإِسحَقَ إِلَـهًا وَاحِدًا وَنَحنُ لَهُ مُسلِمُونَ
تِلکَ أُمَّةٌ قَد خَلَت لَهَا مَا کَسَبَت وَلَکُم مَّا کَسَبتُم وَلاَ تُسأَلُونَ عَمَّا کَانُوا یَعمَلُونَ
وَقَالُوا کُونُوا هُودًا أَو نَصَارَی تَهتَدُوا قُل بَل مِلَّةَ إِبرَاهِیمَ حَنِیفًا وَمَا کَانَ مِنَ المُشرِکِینَ
قُولُوا آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَینَا وَمَا أُنزِلَ إِلَی إِبرَاهِیمَ وَإِسمَاعِیلَ وَإِسحَقَ وَیَعقُوبَ وَالأسبَاطِ وَمَا أُوتِیَ مُوسَی وَعِیسَی وَمَا أُوتِیَ النَّبِیُّونَ مِن رَّبِّهِم لاَ نُفَرِّقُ بَینَ أَحَدٍ مِّنهُم وَنَحنُ لَهُ مُسلِمُونَ
فَإِن آمَنُوا بِمِثلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهتَدَوا وَّإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا هُم فِی شِقَاقٍ فَسَیَکفِیکَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِیعُ العَلِیمُ
صِبغَةَ اللّهِ وَمَن أَحسَنُ مِنَ اللّهِ صِبغَةً وَنَحنُ لَهُ عَابِدونَ
قُل أَتُحَآجُّونَنَا فِی اللّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّکُم وَلَنَا أَعمَالُنَا وَلَکُم أَعمَالُکُم وَنَحنُ لَهُ مُخلِصُونَ
أَم تَقُولُونَ إِنَّ إِبرَاهِیمَ وَإِسمَاعِیلَ وَإِسحَـقَ وَیَعقُوبَ وَالأسبَاطَ کَانُوا هُودًا أَو نَصَارَی قُل أَأَنتُم أَعلَمُ أَمِ اللّهُ وَمَن أَظلَمُ مِمَّن کَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعمَلُونَ
تِلکَ أُمَّةٌ قَد خَلَت لَهَا مَا کَسَبَت وَلَکُم مَّا کَسَبتُم وَلاَ تُسأَلُونَ عَمَّا کَانُوا یَعمَلُونَ
سَیَقُولُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُم عَن قِبلَتِهِمُ الَّتِی کَانُوا عَلَیهَا قُل لِّلّهِ المَشرِقُ وَالمَغرِبُ یَهدِی مَن یَشَاء إِلَی صِرَاطٍ مُّستَقِیمٍ
وَکَذَلِکَ جَعَلنَاکُم أُمَّةً وَسَطًا لِّتَکُونُوا شُهَدَاء عَلَی النَّاسِ وَیَکُونَ الرَّسُولُ عَلَیکُم شَهِیدًا وَمَا جَعَلنَا القِبلَةَ الَّتِی کُنتَ عَلَیهَا إِلاَّ لِنَعلَمَ مَن یَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن یَنقَلِبُ عَلَی عَقِبَیهِ وَإِن کَانَت لَکَبِیرَةً إِلاَّ عَلَی الَّذِینَ هَدَی اللّهُ وَمَا کَانَ اللّهُ لِیُضِیعَ إِیمَانَکُم إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِیمٌ
قَد نَرَی تَقَلُّبَ وَجهِکَ فِی السَّمَاء فَلَنُوَلِّیَنَّکَ قِبلَةً تَرضَاهَا فَوَلِّ وَجهَکَ شَطرَ المَسجِدِ الحَرَامِ وَحَیثُ مَا کُنتُم فَوَلُّوا وُجُوِهَکُم شَطرَهُ وَإِنَّ الَّذِینَ أُوتُوا الکِتَابَ لَیَعلَمُونَ أَنَّهُ الحَقُّ مِن رَّبِّهِم وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا یَعمَلُونَ
وَلَئِن أَتَیتَ الَّذِینَ أُوتُوا الکِتَابَ بِکُلِّ آیَةٍ مَّا تَبِعُوا قِبلَتَکَ وَمَا أَنتَ بِتَابِعٍ قِبلَتَهُم وَمَا بَعضُهُم بِتَابِعٍ قِبلَةَ بَعضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعتَ أَهوَاءهُم مِّن بَعدِ مَا جَاءکَ مِنَ العِلمِ إِنَّکَ إِذَاً لَّمِنَ الظَّالِمِینَ
الَّذِینَ آتَینَاهُمُ الکِتَابَ یَعرِفُونَهُ کَمَا یَعرِفُونَ أَبنَاءهُم وَإِنَّ فَرِیقاً مِّنهُم لَیَکتُمُونَ الحَقَّ وَهُم یَعلَمُونَ
الحَقُّ مِن رَّبِّکَ فَلاَ تَکُونَنَّ مِنَ المُمتَرِینَ
وَلِکُلٍّ وِجهَةٌ هُوَ مُوَلِّیهَا فَاستَبِقُوا الخَیرَاتِ أَینَ مَا تَکُونُوا یَأتِ بِکُمُ اللّهُ جَمِیعًا إِنَّ اللّهَ عَلَی کُلِّ شَیءٍ قَدِیرٌ
وَمِن حَیثُ خَرَجتَ فَوَلِّ وَجهَکَ شَطرَ المَسجِدِ الحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلحَقُّ مِن رَّبِّکَ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعمَلُونَ
وَمِن حَیثُ خَرَجتَ فَوَلِّ وَجهَکَ شَطرَ المَسجِدِ الحَرَامِ وَحَیثُ مَا کُنتُم فَوَلُّوا وُجُوهَکُم شَطرَهُ لِئَلاَّ یَکُونَ لِلنَّاسِ عَلَیکُم حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِینَ ظَلَمُوا مِنهُم فَلاَ تَخشَوهُم وَاخشَونِی وَلأُتِمَّ نِعمَتِی عَلَیکُم وَلَعَلَّکُم تَهتَدُونَ
کَمَا أَرسَلنَا فِیکُم رَسُولاً مِّنکُم یَتلُو عَلَیکُم آیَاتِنَا وَیُزَکِّیکُم وَیُعَلِّمُکُمُ الکِتَابَ وَالحِکمَةَ وَیُعَلِّمُکُم مَّا لَم تَکُونُوا تَعلَمُونَ
فَاذکُرُونِی أَذکُرکُم وَاشکُرُوا لِی وَلاَ تَکفُرُونِ
یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا استَعِینُوا بِالصَّبرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِینَ
وَلاَ تَقُولُوا لِمَن یُقتَلُ فِی سَبیلِ اللّهِ أَموَاتٌ بَل أَحیَاء وَلَکِن لاَّ تَشعُرُونَ
وَلَنَبلُوَنَّکُم بِشَیءٍ مِّنَ الخَوفِ وَالجُوعِ وَنَقصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِینَ
الَّذِینَ إِذَا أَصَابَتهُم مُّصِیبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَیهِ رَاجِعونَ
أُولَـئِکَ عَلَیهِم صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِم وَرَحمَةٌ وَأُولَـئِکَ هُمُ المُهتَدُونَ
إِنَّ الصَّفَا وَالمَروَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَن حَجَّ البَیتَ أَوِ اعتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَیهِ أَن یَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَیرًا فَإِنَّ اللّهَ شَاکِرٌ عَلِیمٌ
إِنَّ الَّذِینَ یَکتُمُونَ مَا أَنزَلنَا مِنَ البَیِّنَاتِ وَالهُدَی مِن بَعدِ مَا بَیَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِی الکِتَابِ أُولَـئِکَ یَلعَنُهُمُ اللّهُ وَیَلعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ
إِلاَّ الَّذِینَ تَابُوا وَأَصلَحُوا وَبَیَّنُوا فَأُولَـئِکَ أَتُوبُ عَلَیهِم وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِیمُ
إِنَّ الَّذِینَ کَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُم کُفَّارٌ أُولَئِکَ عَلَیهِم لَعنَةُ اللّهِ وَالمَلآئِکَةِ وَالنَّاسِ أَجمَعِینَ
خَالِدِینَ فِیهَا لاَ یُخَفَّفُ عَنهُمُ العَذَابُ وَلاَ هُم یُنظَرُونَ
وَإِلَـهُکُم إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحمَنُ الرَّحِیمُ
إِنَّ فِی خَلقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضِ وَاختِلاَفِ اللَّیلِ وَالنَّهَارِ وَالفُلکِ الَّتِی تَجرِی فِی البَحرِ بِمَا یَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحیَا بِهِ الأرضَ بَعدَ مَوتِهَا وَبَثَّ فِیهَا مِن کُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصرِیفِ الرِّیَاحِ وَالسَّحَابِ المُسَخِّرِ بَینَ السَّمَاء وَالأَرضِ لآیَاتٍ لِّقَومٍ یَعقِلُونَ
وَمِنَ النَّاسِ مَن یَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً یُحِبُّونَهُم کَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِینَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ وَلَو یَرَی الَّذِینَ ظَلَمُوا إِذ یَرَونَ العَذَابَ أَنَّ القُوَّةَ لِلّهِ جَمِیعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِیدُ العَذَابِ
إِذ تَبَرَّأَ الَّذِینَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِینَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا العَذَابَ وَتَقَطَّعَت بِهِمُ الأَسبَابُ
وَقَالَ الَّذِینَ اتَّبَعُوا لَو أَنَّ لَنَا کَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنهُم کَمَا تَبَرَّؤُوا مِنَّا کَذَلِکَ یُرِیهِمُ اللّهُ أَعمَالَهُم حَسَرَاتٍ عَلَیهِم وَمَا هُم بِخَارِجِینَ مِنَ النَّارِ
یَا أَیُّهَا النَّاسُ کُلُوا مِمَّا فِی الأَرضِ حَلاَلاً طَیِّباً وَلاَ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّیطَانِ إِنَّهُ لَکُم عَدُوٌّ مُّبِینٌ
إِنَّمَا یَأمُرُکُم بِالسُّوءِ وَالفَحشَاء وَأَن تَقُولُوا عَلَی اللّهِ مَا لاَ تَعلَمُونَ
وَإِذَا قِیلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُوا بَل نَتَّبِعُ مَا أَلفَینَا عَلَیهِ آبَاءنَا أَوَلَو کَانَ آبَاؤُهُم لاَ یَعقِلُونَ شَیئاً وَلاَ یَهتَدُونَ
وَمَثَلُ الَّذِینَ کَفَرُوا کَمَثَلِ الَّذِی یَنعِقُ بِمَا لاَ یَسمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء صُمٌّ بُکمٌ عُمیٌ فَهُم لاَ یَعقِلُونَ
یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا کُلُوا مِن طَیِّبَاتِ مَا رَزَقنَاکُم وَاشکُرُوا لِلّهِ إِن کُنتُم إِیَّاهُ تَعبُدُونَ
إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَیکُمُ المَیتَةَ وَالدَّمَ وَلَحمَ الخِنزِیرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَیرِ اللّهِ فَمَنِ اضطُرَّ غَیرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثمَ عَلَیهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِیمٌ
إِنَّ الَّذِینَ یَکتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ الکِتَابِ وَیَشتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِیلاً أُولَـئِکَ مَا یَأکُلُونَ فِی بُطُونِهِم إِلاَّ النَّارَ وَلاَ یُکَلِّمُهُمُ اللّهُ یَومَ القِیَامَةِ وَلاَ یُزَکِّیهِم وَلَهُم عَذَابٌ أَلِیمٌ
أُولَـئِکَ الَّذِینَ اشتَرَوُا الضَّلاَلَةَ بِالهُدَی وَالعَذَابَ بِالمَغفِرَةِ فَمَآ أَصبَرَهُم عَلَی النَّارِ
ذَلِکَ بِأَنَّ اللّهَ نَزَّلَ الکِتَابَ بِالحَقِّ وَإِنَّ الَّذِینَ اختَلَفُوا فِی الکِتَابِ لَفِی شِقَاقٍ بَعِیدٍ
لَّیسَ البِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَکُم قِبَلَ المَشرِقِ وَالمَغرِبِ وَلَـکِنَّ البِرَّ مَن آمَنَ بِاللّهِ وَالیَومِ الآخِرِ وَالمَلآئِکَةِ وَالکِتَابِ وَالنَّبِیِّینَ وَآتَی المَالَ عَلَی حُبِّهِ ذَوِی القُربَی وَالیَتَامَی وَالمَسَاکِینَ وَابنَ السَّبِیلِ وَالسَّآئِلِینَ وَفِی الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَی الزَّکَاةَ وَالمُوفُونَ بِعَهدِهِم إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِینَ فِی البَأسَاء والضَّرَّاء وَحِینَ البَأسِ أُولَـئِکَ الَّذِینَ صَدَقُوا وَأُولَـئِکَ هُمُ المُتَّقُونَ
یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا کُتِبَ عَلَیکُمُ القِصَاصُ فِی القَتلَی الحُرُّ بِالحُرِّ وَالعَبدُ بِالعَبدِ وَالأُنثَی بِالأُنثَی فَمَن عُفِیَ لَهُ مِن أَخِیهِ شَیءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالمَعرُوفِ وَأَدَاء إِلَیهِ بِإِحسَانٍ ذَلِکَ تَخفِیفٌ مِّن رَّبِّکُم وَرَحمَةٌ فَمَنِ اعتَدَی بَعدَ ذَلِکَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِیمٌ
وَلَکُم فِی القِصَاصِ حَیَاةٌ یَا أُولِی الأَلبَابِ لَعَلَّکُم تَتَّقُونَ
کُتِبَ عَلَیکُم إِذَا حَضَرَ أَحَدَکُمُ المَوتُ إِن تَرَکَ خَیرًا الوَصِیَّةُ لِلوَالِدَینِ وَالأقرَبِینَ بِالمَعرُوفِ حَقًّا عَلَی المُتَّقِینَ
فَمَن بَدَّلَهُ بَعدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثمُهُ عَلَی الَّذِینَ یُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللّهَ سَمِیعٌ عَلِیمٌ
فَمَن خَافَ مِن مُّوصٍ جَنَفًا أَو إِثمًا فَأَصلَحَ بَینَهُم فَلاَ إِثمَ عَلَیهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِیمٌ
یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا کُتِبَ عَلَیکُمُ الصِّیَامُ کَمَا کُتِبَ عَلَی الَّذِینَ مِن قَبلِکُم لَعَلَّکُم تَتَّقُونَ
أَیَّامًا مَّعدُودَاتٍ فَمَن کَانَ مِنکُم مَّرِیضًا أَو عَلَی سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّن أَیَّامٍ أُخَرَ وَعَلَی الَّذِینَ یُطِیقُونَهُ فِدیَةٌ طَعَامُ مِسکِینٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَیرًا فَهُوَ خَیرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُوا خَیرٌ لَّکُم إِن کُنتُم تَعلَمُونَ
شَهرُ رَمَضَانَ الَّذِیَ أُنزِلَ فِیهِ القُرآنُ هُدًی لِّلنَّاسِ وَبَیِّنَاتٍ مِّنَ الهُدَی وَالفُرقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنکُمُ الشَّهرَ فَلیَصُمهُ وَمَن کَانَ مَرِیضًا أَو عَلَی سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّن أَیَّامٍ أُخَرَ یُرِیدُ اللّهُ بِکُمُ الیُسرَ وَلاَ یُرِیدُ بِکُمُ العُسرَ وَلِتُکمِلُوا العِدَّةَ وَلِتُکَبِّرُوا اللّهَ عَلَی مَا هَدَاکُم وَلَعَلَّکُم تَشکُرُونَ
وَإِذَا سَأَلَکَ عِبَادِی عَنِّی فَإِنِّی قَرِیبٌ أُجِیبُ دَعوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلیَستَجِیبُوا لِی وَلیُؤمِنُوا بِی لَعَلَّهُم یَرشُدُونَ
أُحِلَّ لَکُم لَیلَةَ الصِّیَامِ الرَّفَثُ إِلَی نِسَآئِکُم هُنَّ لِبَاسٌ لَّکُم وَأَنتُم لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللّهُ أَنَّکُم کُنتُم تَختانُونَ أَنفُسَکُم فَتَابَ عَلَیکُم وَعَفَا عَنکُم فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابتَغُوا مَا کَتَبَ اللّهُ لَکُم وَکُلُوا وَاشرَبُوا حَتَّی یَتَبَیَّنَ لَکُمُ الخَیطُ الأَبیَضُ مِنَ الخَیطِ الأَسوَدِ مِنَ الفَجرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّیَامَ إِلَی الَّلیلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُم عَاکِفُونَ فِی المَسَاجِدِ تِلکَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقرَبُوهَا کَذَلِکَ یُبَیِّنُ اللّهُ آیَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُم یَتَّقُونَ
وَلاَ تَأکُلُوا أَموَالَکُم بَینَکُم بِالبَاطِلِ وَتُدلُوا بِهَا إِلَی الحُکَّامِ لِتَأکُلُوا فَرِیقًا مِّن أَموَالِ النَّاسِ بِالإِثمِ وَأَنتُم تَعلَمُونَ
یَسأَلُونَکَ عَنِ الأهِلَّةِ قُل هِیَ مَوَاقِیتُ لِلنَّاسِ وَالحَجِّ وَلَیسَ البِرُّ بِأَن تَأتُوا البُیُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَـکِنَّ البِرَّ مَنِ اتَّقَی وَأتُوا البُیُوتَ مِن أَبوَابِهَا وَاتَّقُوا اللّهَ لَعَلَّکُم تُفلِحُونَ
وَقَاتِلُوا فِی سَبِیلِ اللّهِ الَّذِینَ یُقَاتِلُونَکُم وَلاَ تَعتَدُوا إِنَّ اللّهَ لاَ یُحِبِّ المُعتَدِینَ
وَاقتُلُوهُم حَیثُ ثَقِفتُمُوهُم وَأَخرِجُوهُم مِّن حَیثُ أَخرَجُوکُم وَالفِتنَةُ أَشَدُّ مِنَ القَتلِ وَلاَ تُقَاتِلُوهُم عِندَ المَسجِدِ الحَرَامِ حَتَّی یُقَاتِلُوکُم فِیهِ فَإِن قَاتَلُوکُم فَاقتُلُوهُم کَذَلِکَ جَزَاء الکَافِرِینَ
فَإِنِ انتَهَوا فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِیمٌ
وَقَاتِلُوهُم حَتَّی لاَ تَکُونَ فِتنَةٌ وَیَکُونَ الدِّینُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَوا فَلاَ عُدوَانَ إِلاَّ عَلَی الظَّالِمِینَ
الشَّهرُ الحَرَامُ بِالشَّهرِ الحَرَامِ وَالحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعتَدَی عَلَیکُم فَاعتَدُوا عَلَیهِ بِمِثلِ مَا اعتَدَی عَلَیکُم وَاتَّقُوا اللّهَ وَاعلَمُوا أَنَّ اللّهَ مَعَ المُتَّقِینَ
وَأَنفِقُوا فِی سَبِیلِ اللّهِ وَلاَ تُلقُوا بِأَیدِیکُم إِلَی التَّهلُکَةِ وَأَحسِنُوَا إِنَّ اللّهَ یُحِبُّ المُحسِنِینَ
وَأَتِمُّوا الحَجَّ وَالعُمرَ